تقلص الحب وانصهرت العواطف الجياشة وأصبحت مهددة بالإنقراض وتفككت العلاقات ؛بناءً على مايسمى بالرغبة والحاجة إلى........?
إنها الإرادة التي تجعل الشخص يبحث عن مصالحه ورغم الحاجة البيولوجية تبقى وثيرة التنوع في طلب الرزق أوماتسمى المكانة السامية حتى وإن اقتضى الأمر بالرفاهية على حساب الآخرين والتضحية بالحب.
وقصة زخات عشق تحكي علاقة شخصين متحبين بقوة جمعتهما علاقةوعود وأحلام،ورؤية سلسة لكل صراعات الحياة
نبيلة:أشعر بسعادة كثيفة كلما نظرت إليك ؛وكلما اقتربت مني خفت من فقدانك إنه ثمة شعور أحسه حيالك يهمس لي بالأمل والسعادة
أكرم:مهما بلغ الحب بقلبك فإن قلبي يهواك أكثر مما تتصورين لاأستطيع بأن أرسم لك صورة لحبي بينما أستطيع بأن أفعل المستحيل من أجلك
نبيلة:أخبرني به
أكرم:أستطيع بأن أجوع وأطعمك من طعامي وأيضا أقدر بأن أقاتل من أجلك حتى وإن كلفني الأمر حياتي
نبيلة:وأنا أستطيع بأن أعطيك عيني إن لزم الأمر
كانا يسيران على خطى حديقة خضراء رسما أبياتها الجياشة على شاطئ رمل بأناميل خطت حلم قلب مخبوء
وفي نفس المكان يلتقيان ويتوعدان ويقسمان أنهما سيبقيان دوما تحت رداء الوفاء حتى وإن انتهى بهما الأمر بأن يعيشان بكوخ قصبي
مرت السنوات وتخرج أكرم من الكلية وعانى من أزمة البطالة وظل الانتظار يخنق جدار أمله .
وتدهورت الأوضاع وصار الضغط وليد أوجاع مريرة ولم يكن بيده حل سوى الاشتغال بدكان لمعلم معطي وكان دخله اليومي ضعيف ولايكفيه حتى لنفسه
شعر بتغير نبيلة من الرد عن مكالمته الهاتفية والتماس الأعذار لعدم لقياه
فقرر بأن يضع النقط على الحروف فباشرها بطلب يدها إلى الزواج ؛فاحتجت بحجج ضعيفة.
وأن زواجهما بهذه البرهة خطأ حالك وبداية ضياع في حفرة مجهولة
أكرم:واجهيني بالحقيقة واتركي العذر جانبا ولاتبقيني كالمجنون التائه
أظهري حقيقتك أنك كنتي تمضين بي الوقت وتعبثين بمشاعري
وبعد أن نضج فكرك أخذتي بمنطق الأموال والبذاخة والرفاهية
اغرورقت عينها دمعا ونطقت بصوت ضعيف:عنذما قلت أني أحببتك يعني أحببتك ولكن الحب والجوع وذل العري فضيحة تنخر ذات الإنسان قبل شعوره
فكر معي والدك شخص متقاعد وراتبه ضعيف وأمك تضحي بطاقتها بالمنازل كي تجلب لكم لقمة العيش وراتبك من دكان لمعلم معطي بطيء ومنزلكم صغير
ولايمكنني بأن أكون عبئا تقيل على والديك يكفي أن أخاك عباس يحتكر صالة الضيوف ويعيش بها مع زوجته هل يعقل بأن نطرد أخواتك الأطفال من غرفة الأكل ليناموا بالبهو
قد نسبب لهم عاهة نفسية أوشجن جسيم
أنا بطالية مثلك وفي ساحة الانتظار أجول على طلب الوظيفة وأبذل كامل جهدي في طلب الرزق ولكني مغلوبة على أمري
ماذا سنأكل وأين سنعيش هل تريد بأن نستأجر كوخ قصبي لنختبئ من المطر وعاصفة الرياح؟وماذنب أطفالنا ؟ ولما سأفرض على نفسي عيشة سوداء وأترك منزل والداي ؟
لاأقوى على فراق النعمة لطالما أبي حقق لي مطالبي وأمن لي ماأحلم به من حياة
لايهم بأن أرتدي أثواب الحرير أوأتزين بمساحيق المشاهير وأن أركب سيارة فاخرة وأتنزه عبر دول أروبا وأن أركب الطائرة وقت ما أريد
ولكن أرغب بأن أجد مورد رزق ولو بثمن متوسط وأحتاج مسكنا أستقر فيه وطعاما أطفي به جوعي ليس ضروري بأن أكون نجمة ساطعة في كل مكان وهذا لايعني أني سأقبل بملابس رثة وهوان مفعم بالبكاء والصرخة
وإذا كان بقلبك حب ستعلو من جذوره لمسة تضحية من أجل من تحب
هل ضروري بأن أدفع الثمن وأشرب من دمع الهموم
اختصر قوله قائلا:خدعت في أبياتك الشعرية ومعزوفات قلبك الوهمية كنت أحسب منك الانتظار ماأن تستقر أوضاعي لأن المفاجأة هي أني قبلت في اختبار الوظيفة
وجئت لأختبر درجة الحب بقلبك قبل الزواج منك
نبيلة:صدقني أناأحبك ولكن سرعان ماستضجر من حبي عندما تجيع أطفالنا وتنفصل عني عندما تلسعك وخزة عتابي افهم أرجوك
أكرم:أخبرتني من قبل أنك ستمنحينني عينك إن لزم الأمر واليوم أبديتي جشعك وداخلك الملوت
نبيلة:لما لاتسميها حاجة طبيعية تحتم الإنسان إلى إشباع حاجياته تعاتبني وكأني طلبت منك حياة الأثرياء كل ماجاء بطلبي حياة مستقرة أرجوك سامحني
أكرم:لن أسامحك لأن من يحب شخصا بقوة يصبرمن أجله وينتظره بعناء ولايصل اليأس حديقة قلبه إلا بعدما تجف تربتها وتهب أوراق أزهارها إلى غثاء
بينما أنت انسحبتي من أول الطريق أين هي المحاولة؟
الحب شعور قبل أن يكون كلمات أفعال قبل أن يكون ابتسامة اهتمام ينسج علاقة تضحية لعدة مرات ولن أكون مع مثلك
نبيلة:الحب هو تقدير الظروف والإحساس بموقف الآخر ومسامحته وإتاحة فرصة جديدة للأسف أنت لاتحبني
أكرم:وأنت أيضا وسأحترم رغبتك في الافتراق وداعا
نبيلة:لآخر مرة أطلب منك فرصة وأستعطف مسامحتك
أكرم:آسف
نزلت دمعتان من عينها وصافحته قائلة:أتمنى لك حياة مليئة بالسعادة وأن تحب من قلبك مرة أخرى وأن تسامح لكي تستمد حبك عبرالتعايش مع من يحبك
أكرم:وأنا أيضا أتمنى بأن لاتتسرعي وأن تجربي الصبر وعطر التفاءل لأن صدرك ضيق إلى اللقاء
وانتهى حبهما ونزلت زخات سحابه وكأنه لم يكن وتبخر عشقهما في الهواء وافترقا بعد طول حب شهدت الطبيعة والزهور والوديان عليه وأصبح الشاطئ والأشجار مجرد ذكرى صامته
وفقدا كليهما الأمل بالحب ويعززان قولهما أنهما خدعا بلعبة الحب وتزوج كل منهما بما سجله القدر بنصيبهما وبعد ألفة طالت بكل واحد منهما تحت بيت الزوجية ;اضطرا بأن يعتادا نصفهما الآخر وهكذا تمضي الحياة وتبقى الحاجة الداخلية أهم من الحب

ليست هناك تعليقات: